شهد إقليم الحسيمة هذا الموسم توسعا غير مسبوق في مساحة القنب الهندي المخصص للاستعمالات المشروعة، حيث تجاوزت المساحة المزروعة 1350 هكتارا بمشاركة أكثر من 1500 فلاح منضوين في حوالي 150 تعاونية، مقابل 459 هكتارا فقط و61 تعاونية خلال العام الماضي.
هذا التوسع يترجم الدينامية التي يعرفها الإقليم في إطار تفعيل القانون 21-13 المتعلق بالاستعمالات الطبية والصناعية للقنب الهندي، إذ لم يقتصر الأمر على ضبط النشاط الفلاحي التقليدي، بل شمل أيضا إطلاق مشاريع متكاملة تمتد من الزراعة إلى التحويل والتسويق والتصدير.
وقد تم إحداث مشاتل متخصصة ووحدات لتجفيف القنب الهندي، فضلا عن إطلاق وحدات تحويلية وإنتاجية لتعزيز سلاسل القيمة وتحسين المردودية، بما يسهم في خلق فرص شغل وتحريك الاقتصاد المحلي.
وفي هذا السياق، أكد فؤاد بنعلي، رئيس تعاونية “بوصمادة” بجماعة الرواضي، أن التقنين شجع الفلاحين على الانخراط في تعاونيات منظمة وفق معايير دولية، مما سمح لهم بتسويق منتجاتهم في إطار قانوني. من جانبه، أبرز عبد المنعم بلعتيق، مسؤول تقني بشركة “نافيتاس كروب”، أن مراحل الإنتاج تتم تحت إشراف مهندسين مختصين لضمان منتوج مطابق للمعايير الطبية والغذائية.
ولتنويع المحاصيل، تم هذا الموسم اعتماد أصناف مختلفة من البذور، حيث غطى الصنف المحلي “البلدية” 1289 هكتارا مقابل 70 هكتارا من الأصناف المستوردة. كما جرى تجهيز تعاونيات بوحدات للتجفيف والتخزين، في انتظار إطلاق مصانع تحويلية، من بينها مشروع أول وحدة صناعية بمنطقة أمريقة بجماعة الرواضي.
ويرى فاعلون محليون، مثل يونس شعوان ومحمد الخمليشي، أن سلسلة القنب الهندي تمثل رافعة جديدة للتنمية المحلية والاستثمار لفائدة شباب المنطقة، خاصة مع المواكبة التقنية والقانونية التي توفرها الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المرتبطة بالقنب الهندي.
هذه الدينامية المتسارعة تعكس تحولا كبيرا في إدماج النشاط الفلاحي التقليدي في سوق قانونية واعدة ذات أبعاد وطنية ودولية، مع ما يرافقها من فرص استثمارية وتنموية لإقليم الحسيمة.