
مع بداية الصيف وارتفاع أعداد الزوار والمصطافين على السواحل المغربية، تستفيد القرى الساحلية من انتعاشة اقتصادية موسمية تعيد إليها الحيوية وتُحسن من مستوى دخل سكانها.
تتركز الانعاش لدى أصحاب المقاهي والمطاعم الصغيرة الذين يستقبلون موجات جديدة من الزبائن الصيفيين، ما يسمح لهم بتحقيق أرباح تزيد على دخلهم السنوي. وتظهر حركة محمومة أيضًا في أنشطة التأجير اليومي للدراجات البحرية والقوارب، فضلاً عن ازدهار الفنادق والنزل العائلية، التي تشهد إقبالا متزايدا.
ويستفيد من هذا الركود الإيجابي حرفيون محليون وصناع تقليديون يعرضون منتجاتهم كالفخار، الحُلي التقليدية والمنتوجات القروية أمام السياح. كما يرتفع الطلب على المواد الغذائية والخدمات الموسمية، ما يدفع الموردين المحليين إلى تعبئة المخزونات وتوفير فرص عمل إضافية للمواطنيين.
من جهة أخرى، تجد فرص العمل الموسمية في بعض القرى فرصًا للشباب المحلي، إذ تنشط مجالات مثل العمل في المرافئ، التنظيم السياحي، وتأمين الشواطئ، مع الحاجة المتزايدة لعمال مؤقتين للتدبير اليومي. وهذا بدوره يُعزز اندماج الفئات الشابة ويُقلل من الهجرة الموسمية نحو المدن.
إلى جانب البعد الاقتصادي، تلعب هذه الحركة دورًا اجتماعيًا، إذ تُسهم في تأسيس روابط جديدة بين السكان المحليين والزوار، وتتيح تبادل الثقافات والعادات، مما يُثري النسيج الاجتماعي ويعزز الانتماء المجتمعي.
يبقى هذا الانتعاش ظاهرة مؤقتة ومحدودة بزمن الصيف، ولذلك تُطالب السلطات والمجالس المحلية بوضع استراتيجيات لتعزيز السياحة المستدامة ودعم المشاريع الصغيرة بحيث لا تنحصر الفرصة في الأشهر الحارة فقط.
باختصار، تُعد الانتعاشة الاقتصادية الموسمية الصيفية فرصة حقيقية لإحياء القرى الساحلية، وزيادة دخل سكانها، وهي مؤشر جيد على إمكانية تطوير نمط تنمية يعتمد على الموارد المحلية والاحتفاء بالموروث الثقافي والبيئي.