الذكاء الاصطناعي.. بين تهديد المهن التقليدية وفرص وظائف المستقبل

الذكاء الاصطناعي.. بين تهديد المهن التقليدية وفرص وظائف المستقبل
العالم

أصبح الذكاء الاصطناعي واقعا يفرض نفسه بقوة على مختلف مجالات الحياة، وعلى رأسها سوق الشغل الذي يقف اليوم على أعتاب تحولات كبرى قد تعيد رسم ملامحه بشكل غير مسبوق. وبينما يثير هذا التطور مخاوف حقيقية من اندثار العديد من المهن التقليدية، فإنه يفتح أيضا آفاقا جديدة لظهور وظائف تتطلب مهارات مختلفة ومتنوعة.

الخبير الاقتصادي محمد جدري يرى أن التعامل مع هذا التحول لا يحتمل التأجيل، مؤكدا أن الاستعداد المسبق هو السبيل الوحيد للتكيف مع الواقع الجديد. وأوضح أن التغيرات الجذرية التي ستعرفها المهن تفرض على المجتمعات التحرك في ثلاثة اتجاهات أساسية.

أول هذه التوجهات يكمن في تكوين الأجيال القادمة في كل ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، حتى يكونوا قادرين على خوض غمار سوق شغل لن يعرف سوى هذه التكنولوجيا. أما الاتجاه الثاني فيرتبط بتأهيل الأجيال الحالية التي ستختفي مجموعة من مهنها، عبر إعادة تكوينها وتحويلها نحو وظائف المستقبل، خاصة في قطاعات مثل الأبناك، التأمينات، كراء السيارات والمساحات التجارية الكبرى، التي قد تختفي منها بعض المهن بشكل كامل.

أما الركيزة الثالثة فتتمثل، حسب جدري، في التخلي عن التخصصات الدقيقة والتوجه نحو تكوين شباب متعدد الكفاءات والمهارات، قادر على التنقل بين قطاعات مختلفة مثل اللوجستيك، النقل، التجهيز، البناء والأشغال العمومية، بما يمنحه مرونة وقدرة عالية على التكيف مع متطلبات سوق الشغل المتغيرة.

ويخلص الخبير الاقتصادي إلى أن الذكاء الاصطناعي، رغم ما يثيره من مخاوف على فقدان العديد من مناصب الشغل، إلا أنه سيوفر أيضا فرصا هائلة لخلق آلاف، بل ملايين الوظائف الجديدة. مؤكدا أن العنصر البشري لا يمكن أبدا تعويضه بشكل كامل بالآلة الإلكترونية.