الصناعة الكيميائية المغربية في صميم التحول الطاقي: منتدى دولي يجمع الخبراء والمستثمرين في الرباط

الصناعة الكيميائية المغربية في صميم التحول الطاقي: منتدى دولي يجمع الخبراء والمستثمرين في الرباط

احتضنت مدينة الرباط يومي 21 و22 ماي 2025 النسخة الثالثة من المنتدى الدولي للكيمياء، تحت شعار "الصناعة الكيميائية المغربية في صميم التحول الطاقي والتحديات الاستراتيجية". نُظم هذا الحدث من قبل فدرالية الكيمياء والباراكيمياء، بمشاركة وزارات ومؤسسات وطنية ودولية، وبحضور شخصيات بارزة من عالم الصناعة والبحث العلمي.

المنتدى تحت الرعاية الملكية
جاء تنظيم المنتدى تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مما يعكس الأهمية التي يوليها المغرب لتطوير قطاع الكيمياء كرافعة للتحول الطاقي وتعزيز السيادة الصناعية. وقد شهد الحدث مشاركة وزراء ومسؤولين كبار، من بينهم نزار بركة، وزير التجهيز والماء، وليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ورياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، بالإضافة إلى شخصيات بارزة من القطاع الخاص والبحث العلمي.

الكيمياء في قلب التحول الطاقي
أكدت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، أن الصناعة الكيميائية تلعب دورًا محوريًا في دعم التحول الطاقي بالمغرب، من خلال مجالات مثل إزالة الكربون، الاقتصاد الدائري، والهيدروجين الأخضر. كما أشارت إلى أن المغرب يحقق تقدمًا ملحوظًا في مجال الطاقات المتجددة، حيث من المتوقع أن تشكل 45% من المزيج الطاقي بحلول عام 2025، مع استثمارات طموحة تصل إلى 120 مليار درهم بحلول عام 2030. 

نحو بناء منظومة للبطاريات عالية الأداء
تم خلال المنتدى تسليط الضوء على أهمية تطوير منظومة وطنية لإنتاج البطاريات عالية الأداء، خاصة في ظل الطلب المتزايد على السيارات الكهربائية. يمتلك المغرب موارد طبيعية مهمة مثل الفوسفات والكوبالت، والتي تُعد عناصر أساسية في صناعة بطاريات الليثيوم أيون. ويُعتبر تطوير هذه المنظومة فرصة لتعزيز مكانة المغرب كمركز إقليمي في سلسلة القيمة العالمية لصناعة البطاريات.
 

أرقام بارزة تعكس قوة القطاع
أبرزت فدرالية الكيمياء والباراكيمياء الأرقام التالية التي تعكس أهمية القطاع الكيميائي في المغرب:

أكثر من 1600 شركة عاملة في القطاع.

أكثر من 80,000 وظيفة مباشرة.

رقم معاملات يصل إلى 190 مليار درهم.

استثمارات تقدر بـ11 مليار درهم.

صادرات بقيمة 120 مليار درهم.

هذه الأرقام تعكس الدور الحيوي للصناعة الكيميائية في الاقتصاد الوطني، وتؤكد على ضرورة دعمها وتطويرها لمواكبة التحولات العالمية.

نحو شراكات دولية لتعزيز الابتكار
شهد المنتدى مشاركة واسعة من خبراء دوليين وممثلين عن شركات عالمية، مما أتاح فرصًا لتبادل الخبرات وبحث سبل التعاون في مجالات البحث والتطوير، وتطوير المهارات، وتعزيز الاستثمارات في القطاع الكيميائي المغربي. ويُعتبر هذا التوجه نحو الشراكات الدولية خطوة مهمة لتعزيز الابتكار ونقل التكنولوجيا، مما يُسهم في تعزيز تنافسية المغرب على الصعيدين الإقليمي والدولي.

من خلال هذا المنتدى، يُؤكد المغرب على التزامه بتطوير صناعة كيميائية مستدامة ومبتكرة، تُسهم في تحقيق أهداف التحول الطاقي وتعزيز السيادة الصناعية، مما يُعزز من مكانته كفاعل رئيسي في الساحة الدولية.