المجاعة تتفاقم في غزة وسط حصار خانق وانتقادات حادة للإنزال الجوي

المجاعة تتفاقم في غزة وسط حصار خانق وانتقادات حادة للإنزال الجوي
العالم

تعيش غزة أزمة إنسانية متفاقمة مع ارتفاع حصيلة ضحايا الجوع وسوء التغذية إلى 135 حالة وفاة، من بينهم 88 طفلاً، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق ومنع إدخال المساعدات الإنسانية بالشكل الكافي. حالة من الغضب تسود الأوساط الإغاثية والحقوقية التي وصفت عمليات الإنزال الجوي بالمسرحية غير المجدية، محذرة من كارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة السكان، وخاصة الأطفال.

من بين الضحايا الرضيع محمد إبراهيم عدس، البالغ من العمر خمسة أيام، الذي توفي في مستشفى الشفاء نتيجة نقص حليب الأطفال، ما يعكس عمق الأزمة الصحية والمعيشية. منظمات فلسطينية مثل شبكة المنظمات الأهلية أكدت أن الوضع بلغ مراحل خطيرة، وأن استمرار الحصار يغلق أبواب الأمل في أي تحسن قريب.

رئيس الشبكة، أمجد الشوا، أوضح أن الوضع الصحي في غزة يسير نحو الانهيار الكامل، واعتبر التصريحات الإسرائيلية حول السماح بدخول المساعدات نوعاً من التضليل الإعلامي، لا يعكس واقع الميدان، حيث غالباً ما تُنهب المساعدات أمام أعين القوات الإسرائيلية، كما يتم إنزالها جواً في مناطق غير آمنة ومعرضة للنزاع المباشر.

التقارير تشير إلى أن يوم الأحد وحده شهد دخول 73 شاحنة فقط، وهو رقم لا يكفي لتغطية الاحتياجات اليومية لأكثر من مليوني شخص محاصرين منذ شهور. منظمة الصحة العالمية بدورها عبرت عن قلق بالغ من تزايد حالات سوء التغذية الحاد، مؤكدة أن واحداً من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني من سوء تغذية خطير، في ظل تدهور الخدمات الصحية والبنية التحتية.

الأمم المتحدة من جهتها شددت على ضرورة وقف دائم لإطلاق النار والسماح العاجل بدخول مساعدات بكميات ضخمة لتجنب مزيد من الانهيار الإنساني. وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، قال إن استمرار الوضع الحالي لا يمكن احتماله، مطالباً العالم بالتحرك الجاد لوقف الكارثة.

جمعيات حقوقية مثل المرصد الأورومتوسطي وأوكسفام اعتبرت أن الإنزالات الجوية لا تعوّض الحصار الشامل، بل تعمق المأساة بإعطاء انطباع زائف بوجود استجابة إنسانية كافية، في حين أن الواقع يعكس سياسة ممنهجة من التجويع الجماعي.

منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، تجاوز عدد الشهداء والجرحى في غزة 204 آلاف، إلى جانب التهجير القسري لمئات الآلاف من العائلات. ومنذ مارس 2024، أغلقت إسرائيل كافة المعابر تقريباً أمام المساعدات، في تحدٍ للمطالب الدولية المتزايدة بإنهاء هذا الحصار وتجنيب المدنيين ويلات الجوع والمرض.