المغرب يدخل مرحلة جديدة في مجال الطيران بإطلاق مشروع ضخم لمجموعة “سافران” بالنواصر

المغرب يدخل مرحلة جديدة في مجال الطيران بإطلاق مشروع ضخم لمجموعة “سافران” بالنواصر
اقتصاد

تعيش الصناعة الوطنية في مجال الطيران على إيقاع تحول كبير بعد إطلاق أشغال المركب الصناعي الجديد لمحركات الطائرات التابع لمجموعة “سافران” الفرنسية بالنواصر، تحت إشراف الملك محمد السادس، في خطوة تعد محطة حاسمة لترسيخ موقع المغرب كوجهة عالمية للاستثمار في الصناعات المتقدمة.

هذا المشروع سيجعل من المملكة ثاني موقع عالمي للمجموعة بعد فرنسا، بإنتاج يصل إلى 500 محرك سنويا من نوع LEAP، يشمل أنشطة التجميع والصيانة والإصلاح لمحركات الطائرات الحديثة. ويُنتظر أن يوفر المشروع مئات فرص الشغل المؤهلة للشباب المغربي، ويعزز مكانة البلاد في السوق الدولية للطيران.

وأوضح وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، أن المركب يمثل “قاطرة حقيقية” لتطوير الصناعة الوطنية، وسيساهم في إدماج أنشطة جديدة على أعلى مستوى من التقدم التكنولوجي، مؤكدا أن المشروع يتكون من جزأين أساسيين: الأول يهم إنشاء مصنع لصيانة وإصلاح المحركات بطاقة 150 محركا سنويا، باستثمار يبلغ 1.3 مليار درهم، سيوفر 600 منصب شغل مباشر في أفق 2030، فيما يتعلق الثاني بتجميع واختبار محركات طائرات LEAP 1A الخاصة بطائرات “إيرباص A320 نيو” بطاقة 350 محركا سنويا، وباستثمار قدره 2.1 مليار درهم، مما سيمكن من خلق 300 وظيفة عالية التأهيل بحلول 2029.

وأكد مزور أن المغرب أصبح ثاني موقع عالمي لإنتاج محركات LEAP بعد فرنسا، وهو ما يعزز موقعه في سلسلة القيمة العالمية لمصنعي المحركات، مشيرا إلى أن قطاع الطيران بالمملكة يضم اليوم أكثر من 150 فاعلا ويشغل 25 ألف كفاءة مغربية، 42 في المائة منهم نساء.

من جانبه، أكد الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار، كريم زيدان، أن هذا المشروع الجديد يكرس الثقة الدولية في المغرب كوجهة مفضلة للاستثمار الصناعي، مشيرا إلى أنه سيوفر فرص شغل نوعية وسيدفع شركات عالمية أخرى للاستثمار في المملكة.

أما المدير العام لمجموعة “سافران”، أوليفييه أندرييس، فقال إن اختيار المغرب جاء لما يتوفر عليه من كفاءات بشرية عالية وبنيات تحتية متطورة، موضحا أن سلسلة تجميع محرك LEAP بالدار البيضاء ستكون الأكبر خارج فرنسا. وأضاف أن المجموعة تربطها بالمملكة علاقة تعاون صناعي تمتد لأكثر من 25 سنة.

وبدوره، أكد رئيس مجلس إدارة المجموعة، روس ماكينيس، أن المركب الجديد يجسد عمق الشراكة الصناعية بين فرنسا والمغرب، معتبرا أن “سافران لا تنتج في المغرب، بل مع المغرب”، في إشارة إلى التعاون القائم بين الجانبين في مجال الصناعات الجوية.

ويعكس هذا المشروع الكبير، الذي تم إطلاقه بحضور الملك محمد السادس وولي العهد الأمير مولاي الحسن، الرؤية الملكية الرامية إلى تعزيز التنمية الصناعية وخلق قيمة مضافة عالية، مما يجعل المغرب في مصاف الدول الرائدة في مجال صناعة الطيران على المستوى العالمي.