
في مناسبة الاحتفال بـ"يوم إفريقيا"، وجه المغرب دعوة واضحة إلى تعزيز التكامل بين الدول الإفريقية من أجل تحقيق نهضة شاملة. وخلال كلمة ألقاها وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة، أكد أن المغرب يرى في هذا التكامل خيارًا استراتيجيًا لا يمكن تجاهله لبناء قارة إفريقية قوية ومتماسكة.
أوضح بوريطة أن الحديث عن إفريقيا لا يقتصر فقط على الجغرافيا أو الحدود السياسية، بل يتعدى ذلك إلى الحديث عن حضارة وتاريخ ومصير مشترك. وشدد على أن المغرب كان دائمًا وفيًّا لانتمائه الإفريقي، ويؤمن بأن مستقبله مرتبط بمستقبل القارة بأكملها.
وأشار الوزير إلى أن هذا الإيمان العميق هو ما جعل الملك محمد السادس يضع إفريقيا في صلب السياسة الخارجية المغربية، لأن مستقبل القارة يجب أن يُبنى بسواعد أبنائها، وبفضل تعاون حقيقي وفعّال بين دولها.
وأضاف بوريطة أن شعار احتفالات هذا العام، "الاندماج والتنمية في إفريقيا.. التسريع والربط والتعاون الاقتصادي بين الدول الإفريقية"، يعكس رؤية الملك محمد السادس. فهذه الرؤية ترى أن المستقبل الإفريقي يعتمد على تقوية الروابط الاقتصادية وتحقيق تعاون فعلي بين شعوب القارة.
وأوضح بوريطة أن التكامل الإفريقي لن يتحقق إلا من خلال مشاريع ملموسة. وفي هذا الإطار، عبّر عن اعتزاز المغرب بعدة مشاريع كبرى، أبرزها مشروع أنبوب الغاز النيجيري – المغربي، الذي سيساهم في تزويد دول غرب إفريقيا بالغاز وتعزيز الأمن الطاقي القاري.
كما يعمل المغرب على تحسين الربط الرقمي من خلال الكابل البحري الذي سيربط إفريقيا بأوروبا، ما سيساعد على تقوية البنية التحتية الرقمية. وفي مجال النقل الجوي، أصبحت الخطوط الملكية المغربية تربط القارة بـأكثر من 30 وجهة في 20 دولة إفريقية، مما يعزز التبادل والاتصال.
أما في المجال الاقتصادي، فقد أصبح المغرب ثاني مستثمر إفريقي في القارة، حيث وصلت استثماراته إلى 10 مليارات دولار، وتعمل أكثر من 1000 شركة مغربية في مختلف الدول الإفريقية. كما وصلت البنوك المغربية إلى 26 دولة، وتساهم في تمويل المشاريع وتشجيع التجارة.