تضاعفت نسبة السياح الذين يقصدون المغرب من أجل تجارب السياحة المستدامة خلال العقد الأخير لتصل إلى 20 في المئة سنة 2024، بعدما لم تكن تتجاوز 5 في المئة سنة 2014. هذا التطور ينسجم مع خارطة الطريق الوطنية التي تسعى الحكومة من خلالها إلى جعل السياحة المغربية أكثر مسؤولية واحتراما للبيئة.
وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، أكدت في افتتاح ندوة دولية حول “تطوير السياحة المستدامة في المغرب” بمدينة إفران، أن المملكة استقبلت السنة الماضية أكثر من 17 مليون سائح، مضيفة أن المرحلة المقبلة تستدعي التفكير في الأثر البيئي لهذا النمو.
وأوضحت أن خارطة السياحة التي أطلقتها الحكومة سنة 2023 أولت اهتماما كبيرا للسياحة المستدامة من خلال برامج متنوعة تشمل الطبيعة والطبخ والصحاري والواحات، مبرزة أن هذه الأنشطة تعود بالنفع على المجتمعات المحلية عبر خلق فرص شغل ودعم التعاونيات النسوية.
واستعرضت الوزيرة بعض المشاريع المنجزة في هذا المجال، مثل برنامج “go سياحة” الذي موّل أزيد من 200 مشروع، 40 في المئة منها مرتبطة بالاستدامة، إلى جانب برنامج القرى السياحية بميزانية تقارب 200 مليون درهم لتثمين الوجهات القروية وتعزيز الاندماج المجتمعي. كما أشارت إلى الميثاق الجديد للاستثمار الذي يمنح تحفيزات خاصة للمشاريع السياحية المستدامة.
وبخصوص إفران، أوضحت عمور أن المنتزه الوطني بالمدينة يعد مشروعا رائدا بميزانية إجمالية تتجاوز 720 مليون درهم، مخصصة لتطوير إيواء بيئي وأنشطة رياضية وترفيهية متنوعة، بما يجعل من إفران نموذجا عالميا في مجال السياحة الخضراء.
وأكدت أن الهدف هو الوصول إلى 26 مليون سائح في أفق 2030، استعدادا أيضا لاحتضان تظاهرات كبرى مثل كأس العالم، مشددة على أن هذا النمو يجب أن يكون متوازنا ويحترم البيئة. كما وجهت دعوة إلى المقاولات الصغرى والمتوسطة والمجتمع المدني من أجل الانخراط بقوة في هذا التوجه الواعد.