انطلقت مساء يوم الاثنين 21 يوليوز 2025 بمدينة كلميم فعاليات الدورة الثانية عشرة لمهرجان «أسبوع الجمل»، باعتباره من أبرز المهرجانات التراثية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية، وذلك بحضور عدد من الشخصيات السياسية والثقافية.
وخلال الحفل الرسمي المنظم تحت شعار «العمق الإفريقي والتعبيرات المشتركة: كانكا نموذجاً»، افتتحت الدورة بسلسلة من الأنشطة الثقافية والتراثية المرتبطة بثقافة الصحراء، من بينها معرض توثيقي للتراث الصحراوي، يمتد زمنياً من مرحلة ما قبل التاريخ إلى الحاضر، حيث تضمن لقى أثرية، وحلي، وأواني، وزيوت، وأحجار تعكس الخصوصية الثقافية والتاريخية للمنطقة.
وقد حرصت وكالة الجنوب، من خلال هذا المعرض، على تقديم رؤية بصرية تسعى إلى تعريف الزوار بقيمة هذا الموروث اللامادي، وإبراز غنى التراث الصحراوي في بعديه الجمالي والحضاري.
كما شهدت المدينة تنظيم عروض «التبوريدة» التي جذبت جمهوراً واسعاً، بحضور شخصيات سياسية وثقافية. وقدّم الفرسان عروضاً فنية تعكس تقاليد الفروسية المغربية، ليس فقط من خلال مهارات الركوب، وإنما أيضاً من خلال اللباس التقليدي والعتاد المرتبط بالحرف اليدوية، مما أضفى بعداً فنياً على الفعالية.
إلى جانب ذلك، أُقيم معرض للصناعة التقليدية أبرز الحرف المحلية التي تمارسها ساكنة الأقاليم الجنوبية، من خياطة، وطرز، وصناعة الحلي، والزيوت، والجلود، والمنتوجات النباتية، والتي تشكل مصدراً اقتصادياً مهماً للمنطقة.
وفي تصريح إعلامي، أوضح عبد الواحد التاقي، أحد منظمي المعرض، أن الفعالية تهدف إلى تقديم الحرف التقليدية ضمن فضاء منظم يعكس التراث المحلي من خلال خيام موضوعاتية تمثل مختلف جوانب الثقافة الصحراوية، بما في ذلك اللباس النسائي الصحراوي، والزي الأمازيغي، والمصنوعات اليدوية، ومنتوجات التجميل، وغيرها.
ويقدم مهرجان «أسبوع الجمل» نموذجاً لمهرجانات تستند إلى التراث المحلي، ليس فقط لأغراض ترفيهية، بل كمناسبة للتفكير في آليات تثمين الموروث الثقافي وتفعيله في الحاضر، عبر ربطه بهوية الأقاليم الصحراوية ودورها الحضاري في العمق الإفريقي. ويؤكد المهرجان على أن التراث ليس مجرد ماضٍ، بل هو أفق ثقافي حي يعزز ارتباط الأجيال بتاريخها ويغذي الحاضر بعمق حضاري مستمر.