بعد ارتفاع الصادرات بحوالي 11%.. استراتيجية جديدة لتعزيز صادرات الصناعة التقليدية المغربية

بعد ارتفاع الصادرات بحوالي 11%.. استراتيجية جديدة لتعزيز صادرات الصناعة التقليدية المغربية
اقتصاد

كشف كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية لحسن السعدي عن خطة وطنية جديدة لدعم الصناع التقليديين وتعزيز حضور منتجاتهم في الأسواق العالمية، من خلال سلسلة من التدابير والاتفاقيات التي تم توقيعها خلال عام 2025. وتهدف هذه الخطوات إلى خلق دينامية اقتصادية مستدامة ورفع تنافسية المنتوج المغربي في قطاع يُعتبر من ركائز الهوية الوطنية.

وأوضح السعدي أن صادرات الصناعة التقليدية بلغت خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2025 نحو 903 ملايين درهم، بنسبة نمو بلغت 11% مقارنة بالسنة السابقة، مبرزا أن هذا الأداء جاء نتيجة اعتماد استراتيجية جديدة تتضمن ثلاثة محاور أساسية.

أول هذه المحاور هو ميثاق التجارة الخارجية للفترة 2025-2027، الذي تم توقيعه في ماي 2025، ويهدف إلى تقوية النسيج الاقتصادي الوطني والارتقاء بعلامة “صنع في المغرب” على الصعيد الدولي. ويتضمن الميثاق تسهيلات جديدة للمقاولات الصغيرة والمتوسطة، من بينها خفض عتبة رقم المعاملات السنوي المطلوبة للولوج إلى برامج دعم التصدير إلى مليون درهم فقط، مع توفير آليات لتأمين المخاطر التجارية ودعم الترويج الخارجي.

كما تم توقيع اتفاقية شراكة ثانية في أبريل 2025 لتطوير صادرات الصناعة التقليدية رقمياً، عبر إدماج الذكاء الاصطناعي وأدوات التحليل الرقمي في عمليات التسويق والتوزيع، وإنشاء منصات إلكترونية مخصصة لترويج المنتوج المغربي في الأسواق الدولية. وفي السياق نفسه، تم في ماي 2025 توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء منصة رقمية جديدة لتسويق المنتجات الحرفية، بشراكة مع مؤسسة دار الصانع والبنك الشعبي وماستركارد، لتوفير حلول أداء رقمية ميسرة للصناع.

وأشار السعدي إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تصدرت قائمة الدول المستوردة لمنتجات الصناعة التقليدية بنسبة 44%، تليها فرنسا بنسبة 14% وإسبانيا بـ7%، في حين تصدر الفخار قائمة المنتجات المصدرة بنسبة 36%، متبوعاً بالزرابي بـ20% ثم الملابس التقليدية بـ13%.

وأكد المسؤول الحكومي أن الوزارة تواصل تنفيذ برامج مهيكلة لدعم الصناع، من بينها برنامج مواكبة المجمعين، وبرنامج مواكبة التصدير، وبرنامج التميز لفرعي الزربية والفخار والخزف، استفاد منها أكثر من 170 فاعلاً في الميدان. كما تعمل الوزارة على تعزيز البنية التحتية من خلال أكثر من 140 بنية إنتاج وتسويق جاهزة و50 أخرى قيد الإنجاز، مع التركيز على دعم “دور الصانعة” في القرى والمناطق النائية.

وأضاف أن الاستراتيجية تشمل أيضا تنظيم معارض وطنية ودولية لزيادة فرص التسويق، إذ تم تنظيم 70 معرضاً داخلياً و10 معارض خارجية سنة 2024، إضافة إلى شراكات مع علامات عالمية مثل “غاليري لافاييت” و”إل كورتي إنجلس”، ولقاءات مهنية تجمع الصناع بالمصممين الدوليين.

واختتم السعدي بالتأكيد على أن التسويق الإلكتروني أصبح أحد أعمدة هذه الاستراتيجية، بفضل المنصات الوطنية والدولية التي ساهمت في رفع المبيعات وزيادة معدل رضا الزبناء إلى 91%، مما يعكس جاذبية الصناعة التقليدية المغربية وقدرتها على التكيف مع متطلبات العصر الرقمي.