في اليوم الحادي والأربعين من وقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة، عادت إسرائيل لتكثيف خروقاتها، منفذة سلسلة غارات وصفتها المصادر الطبية بأنها من الأعنف منذ بدء الهدنة، وأسفرت عن أكثر من 100 شهيد وجريح خلال ساعات قليلة.
وقالت مصادر طبية في مستشفيات القطاع إن 28 فلسطينيًا استشهدوا، بينهم 17 طفلًا وامرأة، فيما تجاوز عدد الجرحى 77، جراء غارات استهدفت مناطق سكنية ومواقع للنازحين في غزة وخان يونس.
في مدينة غزة، استُهدف مبنى يأوي نازحين في حي الزيتون، ما أسفر عن استشهاد 6 أشخاص وفق المستشفى المعمداني. وفي خان يونس، أعلن مجمع ناصر الطبي عن استشهاد 7 نازحين في قصف بم المسيّرات طال خيام المهجّرين في منطقة المواصي، بينما تعرضت بني سهيلا لقصف وغارات متتالية.
إسرائيل ادّعت أنها استهدفت “اجتماعًا لقيادات في حماس”، متحدثة عن قصف مسؤولين بارزين في كتائب القسام. غير أن الخبير العسكري رامي أبو زبيدة اعتبر هذه التصريحات “ذريعة جاهزة” لتبرير ضربات مُعدّة مسبقاً. وذكرت “هآرتس” أن تل أبيب ليست متيقنة من نتائج الهجوم، فيما أشارت وسائل إعلام عبرية إلى إبلاغ واشنطن بالغارات قبل تنفيذها.
حركة حماس وصفت الهجمات بأنها “مجزرة جديدة ومحاولة لإحياء مشروع الإبادة”، محمّلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مسؤولية التصعيد. ونفت الحركة رواية الاحتلال بشأن استهداف قوات إسرائيلية، مؤكدة أن خروقات الهدنة لم تتوقف منذ توقيعها، مشيرة إلى سقوط أكثر من 300 شهيد منذ بدء وقف إطلاق النار، مع استمرار هدم المنازل وإغلاق معبر رفح.
وطالبت حماس الإدارة الأميركية والوسطاء الإقليميين في مصر وقطر وتركيا بالتدخل العاجل لوقف الهجمات، محذرة من أن استمرار الخروقات “يهدد مسار الهدنة برمّته”.