
أصدر معهد لندن للاقتصاد (LSE) تقريرًا حديثًا يسلط الضوء على تقدم المغرب الملحوظ في مجالي السيارات الكهربائية والهيدروجين الأخضر، مؤكدًا أن المملكة أصبحت لاعبًا رئيسيًا في هذين القطاعين على الصعيدين الإقليمي والدولي.
يعود تاريخ صناعة السيارات في المغرب إلى عام 1959 مع تأسيس شركة "صوماكا"، وقد تطورت هذه الصناعة بفضل السياسات الصناعية المتقدمة مثل قانون التعويض الصناعي، وإنشاء مناطق التجارة الحرة، وتقديم حوافز ضريبية جذابة. نتيجة لهذه السياسات، استطاع المغرب جذب علامات تجارية كبرى، مما رفع إنتاجه السنوي إلى نحو مليون سيارة، مع تعزيز نقل التكنولوجيا وتطوير المهارات الوطنية.
فيما يتعلق بالسيارات الكهربائية، يواصل المغرب تعزيز مكانته في هذا المجال من خلال استثمارات جديدة في صناعة البطاريات، مثل مصنع شركة BTR الصينية بالقرب من طنجة، الذي سيبدأ إنتاجه في سبتمبر 2026 بطاقة إنتاجية تصل إلى 50,000 طن سنويًا. كما يُتوقع أن تُنتج شركة "جوتيون" الصينية بطاريات للسيارات الكهربائية في مصنع بمدينة الدار البيضاء، باستثمار يبلغ 6.4 مليارات دولار.
أما في مجال الهيدروجين الأخضر، فقد أطلق المغرب "عرض المغرب" في مارس 2024، وهو مبادرة تهدف إلى تطوير مشاريع متكاملة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بدءًا من توليد الكهرباء من مصادر متجددة وصولاً إلى تحويل الهيدروجين إلى أمونيا وميثانول ووقود صناعي. تم تخصيص مليون هكتار لتنفيذ هذه المشاريع، ويُتوقع أن تُسهم هذه المبادرة في تلبية 4% من الطلب العالمي على الهيدروجين الأخضر.
تُظهر هذه التطورات التزام المغرب بتطوير قطاعه الصناعي وتعزيز مكانته في مجالات التكنولوجيا النظيفة، مما يُعزز من دوره كمركز إقليمي وعالمي في صناعة السيارات الكهربائية والهيدروجين الأخضر.