تقرير جديد لمنظمة الصحة العالمية يحذر من مخاطر العقاب البدني على الأطفال

تقرير جديد لمنظمة الصحة العالمية يحذر من مخاطر العقاب البدني على الأطفال

أصدرت منظمة الصحة العالمية، يوم الأربعاء الماضي، تقريراً صادماً بعنوان “العقاب البدني للأطفال: الأثر على الصحة العامة”، دقت من خلاله ناقوس الخطر بشأن خطورة هذه الممارسة التي وصفتها بأنها ليست مجرد وسيلة تأديبية، بل اعتداء مباشر يقوّض النمو النفسي والعقلي للأطفال.

ووفق التقرير، فإن نحو 1.2 مليار طفل حول العالم يتعرضون سنوياً للعقاب البدني في منازلهم، ما يجعل جيلاً كاملاً عرضة لمخاطر طويلة الأمد على المستوى الصحي والنفسي. وكشفت البيانات أن الأطفال المعنفين جسدياً تقل فرص نموهم السليم بنسبة 24% مقارنة بأقرانهم.

التأثيرات لا تقتصر على الإصابات الجسدية، بل تمتد إلى تغييرات بيولوجية عميقة، حيث يؤدي التعرض للضرب إلى زيادة إفراز هرمونات التوتر وتغييرات في بنية الدماغ، مما يقوّض أسس النمو الصحي للطفل. أما على المستوى النفسي، فيرتفع خطر إصابتهم بالقلق والاكتئاب وضعف الثقة بالنفس، مع احتمال استمرار هذه الاضطرابات حتى مرحلة البلوغ.

وأظهرت الإحصاءات أن 17% من الأطفال تعرضوا لشكل شديد من العقاب البدني، مثل الضرب على الرأس أو الوجه، بينما تصل نسب تعرض الأطفال لهذه الممارسات في إفريقيا وأمريكا الوسطى إلى 70%. ويظل الأطفال ذوو الإعاقة أو من ينحدرون من أسر تعاني من مشاكل نفسية الأكثر عرضة للعنف، ما يكرس دورات متواصلة من الأذى عبر الأجيال.

الدكتور إتيان كروغ، أحد مسؤولي منظمة الصحة العالمية، شدد على أن الأدلة العلمية أثبتت بوضوح أن العقاب البدني لا يقدم أي فائدة على مستوى تعديل السلوك أو تعزيز النمو، بل يشكل تهديداً مباشراً لصحة الأطفال. التقرير دعا إلى تحرك عالمي عاجل لوضع حد لهذه الممارسة، حفاظاً على حقوق الأجيال القادمة وسلامتهم النفسية والجسدية.