
أعربت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان عن قلقها الكبير إزاء ما وصفته بـ"المطاردات العنصرية الدموية" التي استهدفت مهاجرين، أغلبهم مغاربة، في مدينة طورّي باشيكو بإقليم مورسيا الإسباني، حيث يقيمون منذ أكثر من عشرين عامًا. ودعت المنظمة إلى فتح تحقيق عاجل ومعاقبة جميع المتورطين في هذه الاعتداءات، بما في ذلك المحرّضين على الكراهية والعنصرية.
المنظمة، في بيان رسمي من مكتبها التنفيذي بالرباط، اعتبرت أن ما جرى يمثل تصعيدًا خطيرًا للخطاب العنصري في إسبانيا، وحذرت من انعكاساته على التماسك الاجتماعي هناك، وكذلك على صورة إسبانيا في نظر المغاربة، وعلى مستقبل العلاقات بين البلدين.
وأكد البيان أن هذه الاعتداءات تمثل تراجعًا عن جهود إسبانيا في مجال إدماج المهاجرين، وتشكل خرقًا لقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان. كما حمّلت المنظمة جزءًا من المسؤولية لأعضاء من حزب "فوكس" اليميني المتطرف، متهمة إياهم بتأجيج مشاعر الكراهية والتحريض عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
وانتقدت المنظمة استخدام قضايا المهاجرين لأغراض سياسية وانتخابية، واعتبرت أن تحويل حوادث فردية إلى أدوات للدعاية العنصرية يهدد الاستقرار المجتمعي. ودعت في المقابل القوى الديمقراطية والحقوقية في إسبانيا إلى الوقوف ضد هذا التيار المتطرف، والوفاء بالتزامات البلاد الدولية لمناهضة التمييز العنصري.
وترتبط بداية التوترات بواقعة جرت يوم 9 يوليوز، حين ادعى مواطن إسباني مسن أنه تعرّض لهجوم من قبل ثلاثة شبان من أصول مغاربية. وبعدها، دعت بلدية المدينة، التي يرأسها حزب الشعب اليميني، إلى وقفة ضد "انعدام الأمن"، تحولت إلى مظاهرة عنصرية بعد تدخل جماعات متطرفة رفعت شعارات معادية للمهاجرين.
المواجهات استمرت لعدة ليالٍ، وأسفرت عن إصابات واعتقال 14 شخصًا، من بينهم زعيم مجموعة متطرفة دعت علنًا إلى "مطاردة المهاجرين" عبر تطبيق تيليغرام، قبل أن يتم توقيفه لاحقًا في مدينة برشلونة بتهمة التحريض على الكراهية.