سيدي بنور تعيش موسما استثنائيا لجني الزيتون... وفرة قياسية وانفراج في الأسعار

سيدي بنور تعيش موسما استثنائيا لجني الزيتون... وفرة قياسية وانفراج في الأسعار

يشهد إقليم سيدي بنور هذه السنة موسما فلاحيا متميزا، خصوصا في قطاع الزيتون، بعد سنوات متتالية من الجفاف وتراجع الإنتاج. فقد أجمع فلاحو المنطقة على أن الموسم الحالي يُعدّ من بين الأفضل منذ سنوات، سواء من حيث وفرة المحصول أو جودة الزيت، وهو ما يبشر بانخفاض ملموس في الأسعار خلال الأسابيع المقبلة.

وأكد عدد من الفلاحين في تصريحات لجريدة “العمق المغربي” أن التساقطات المطرية التي عرفها الإقليم في الوقت المناسب كانت حاسمة في إنقاذ الموسم، حيث ارتفعت مردودية أشجار الزيتون بشكل كبير مقارنة بالسنوات الماضية.

وقال الفلاح عثمان حميحم إن “الأمطار جاءت في وقتها وأنقذت الموسم الفلاحي”، مضيفا بابتسامة تفاؤل: “نعيش موسما واعدا بامتياز. الإنتاج وفير، والجودة عالية، ونتوقع أن يستقر سعر لتر زيت الزيتون في حدود 70 درهما، وهو سعر مناسب للفلاح والمستهلك على حد سواء”.

وأشار المتحدث إلى أن “المنتوج هذا العام سيكون زيتا بكرا بجودة ممتازة، بفضل الظروف المناخية المواتية وعمليات الجني التي تتم في توقيت مثالي، مما يضمن زيتا ذا قيمة غذائية عالية”.

من جانبه، عبّر الفلاح عز الدين بشاط عن ارتياحه الكبير للمردودية القياسية التي عرفتها أشجار الزيتون، قائلا: “المردود المتوسط للشجرة الواحدة يتراوح بين 70 كيلوغراما وقنطار، وهي أرقام لم نسجلها منذ سنوات طويلة”.

ودعا بشاط زملاءه الفلاحين إلى الاستثمار في الأصناف الجيدة من الزيتون المحلي، لما تتميز به من جودة ومردودية مرتفعة، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة معالجة الأشجار مباشرة بعد الجني لتفادي انتشار آفة القرمودية التي تهدد المحاصيل المقبلة.

ويُعتبر الموسم الحالي نقطة تحول في المشهد الفلاحي لسيدي بنور، إذ من شأنه أن يعيد التوازن الاقتصادي المرتبط بـ “الذهب الأخضر” ويُسهم في استقرار أسعار زيت الزيتون التي شهدت ارتفاعا كبيرا في السنوات الماضية.

ويرى الفلاحون أن التحدي المقبل يتمثل في الحفاظ على هذا المنحى الإيجابي عبر تثبيت الأسعار عند حدود 70 درهما للتر، وتعزيز المواكبة التقنية للفلاحين لحماية الأشجار وضمان جودة الإنتاج والتسويق.

الموسم الحالي في سيدي بنور إذن ليس فقط بشارة خير للفلاحين، بل أيضا للمستهلك المغربي الذي ينتظر تراجع أسعار زيت الزيتون بعد سنوات من الغلاء غير المسبوق.