عزل خطيب مسجد الغفران بالقنيطرة بعد انتقاده سهرة “طوطو” يثير جدلا واسعا

عزل خطيب مسجد الغفران بالقنيطرة بعد انتقاده سهرة “طوطو” يثير جدلا واسعا
جهات

أقدمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على عزل خطيب مسجد الغفران بمدينة القنيطرة، مصطفى قرطاج، وهو القرار الذي أثار جدلا واسعا وتعاطفا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا أنه جاء مباشرة بعد تدوينة كتبها الخطيب على حسابه في “فيسبوك” انتقد فيها سهرة لمغني الراب طه الفحصي المعروف بـ“طوطو”، واعتبرها متضمنة لعبارات “خادشة للحياء”.

ورجّح عدد من النشطاء أن تكون هذه التدوينة السبب المباشر وراء قرار العزل، معبرين عن تضامنهم مع الخطيب، ومطالبين الوزارة بالتراجع عن قرارها.

وكان قرطاج قد كتب بشكل ساخر موجها خطابه إلى مغني الراب: “سيد طوطو، أجدني مدعوا إلى تهنئتكم على ما بلغتم من مجد ورفعة ومكانة مرموقة، لقد حظيت برعاية يحلم بها الآلاف ممن يلبسون الجلباب الأبيض والطربوش الأحمر، ويتقعرون في خطبهم ويتجنبون كل ما يزعج السادة وأولي الأمر”.

وأضاف منتقدا: “هنيئا لكم سيد طوطو، فقد اعتليتم المنبر ذاته الذي اعتلاه خطيب صلاة العيد ليبشر الناس بالحياة الطيبة… وها أنت اليوم تكمل الدور ذاته، فتسعد الناس وتقرّب لهم الحياة الطيبة في تسامح ديني عزّ نظيره في العالم”.

وتابع الخطيب قائلا: “أما أنت سيد طوطو: فقد حملت الريح صوتك العذب إلى أقاصي المدينة، وبفضل شاشات العرض، ملأ الناس أعينهم بطلعتك… هنيئا لك على شخصيتك القوية، فأنت تعلمنا أن الحكمة في الوضوح وقوة الكلمة”.

وذهب قرطاج أبعد من ذلك حين وصف “طوطو” بأنه الوجه الآخر لـ“السرعة الفائقة التي يسير بها المغرب، سرعة الفرح والسعادة التي تمحو كل المظاهر السلبية: ضعف القدرة الشرائية، البطالة، ضعف التعليم، الجريمة، وضع المستشفيات، حجم الفساد، وحتى صور ضحايا زلزال الحوز وحرب غزة”.

وقد أثار أسلوب الخطيب الحاد في المقارنة بين سهرة فنية وخطب دينية جدلا واسعا، بين من رأى في قرار العزل “تضييقا على حرية التعبير”، ومن اعتبر أن “منبر الخطابة يفرض التزاما أكبر بالتحفظ واحترام الضوابط الرسمية”.