أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الولايات المتحدة بين إسرائيل وحركة حماس لا يزال قائماً، رغم الغارات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة التي أسفرت عن مقتل 65 شخصاً، بينهم 24 طفلاً، وفق حصيلة رسمية من الدفاع المدني الفلسطيني.
وقال ترامب في تصريحات للصحافيين إن “الإسرائيليين ردوا على مقتل أحد جنودهم، وكان عليهم أن يردوا”، مضيفاً أن حركة حماس “إذا لم تلتزم بالاتفاق فسيتم القضاء عليها”، مشيراً إلى أن ما يحدث في غزة “جزء صغير من اتفاق أوسع للشرق الأوسط”.
وجاءت هذه التصريحات بعد أن شنّ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة، قال إنها جاءت رداً على “هجوم من عناصر حماس” استهدف قوات إسرائيلية في مدينة رفح. وأوضح بيان عسكري إسرائيلي أن ما حدث يُعد “انتهاكاً صارخاً لوقف إطلاق النار”.
من جهته، نفى الناطق باسم حركة حماس مسؤولية الحركة عن أي هجوم ضد القوات الإسرائيلية، مؤكداً التزامها الكامل ببنود الهدنة. وأشار إلى أن إسرائيل تستخدم هذه الذرائع “لتبرير عدوانها المتكرر على المدنيين في غزة”.
وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده في اشتباكات جنوب القطاع، بينما تحدث الدفاع المدني الفلسطيني عن استمرار عمليات البحث تحت أنقاض المباني المدمرة، في ظل صعوبات كبيرة تواجه فرق الإنقاذ بسبب القصف المكثف.
وأفاد بيان لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بأنها انتشلت جثتي رهينتين إسرائيليتين خلال عمليات بحث ميدانية، لكنها قررت تأجيل تسليم رفات رهينة ثالث بسبب ما وصفته بـ“الخروقات الإسرائيلية للهدنة”.
وتتهم إسرائيل حماس بـ“التضليل” في عملية البحث عن جثث الرهائن، قائلة إن عناصر من الحركة نقلوا بقايا جثة وأعادوا دفنها في مكان آخر لإيهام الرأي العام بالعثور عليها، بينما أكدت حماس أن استمرار القصف الإسرائيلي هو ما يعرقل عمليات البحث.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه المخاوف من انهيار الهدنة الهشة، رغم تأكيد ترامب أن “الاتفاق لا يزال قائماً” وأن واشنطن “تواصل مراقبة الوضع عن كثب بالتنسيق مع جميع الأطراف”.
