
يستمر السوق الفرنسي في احتلال المرتبة الأولى بين زبائن السياحة للمملكة، حيث ظلت فرنسا وجهة رئيسية للسياح الوافدين إلى المغرب خلال الفترة الأخيرة. ويُعزى هذا الزخم إلى الروابط التاريخية والثقافية القوية بين البلدين، وسط زيادة ملحوظة في الرحلات الجوية المباشرة وأسعار تذاكر جذّابة، مما يسهل تنقل العائلات والرحلات المنظمة.
في المقابل، سجّلت ألمانيا تطورًا كبيرًا في عدد السياح المهتمين بزيارة المغرب، بعد أن كانت تمثل سوقًا ثانويًا سابقًا. ويعزى ذلك إلى إطلاق حملات ترويجية في ألمانيا، تمويل الرحلات المباشرة إلى المدن السياحية المغربية كالرباط ومراكش وأكادير، بجانب تنظيم فعاليات تستهدف الألمان المهتمين بالتاريخ والطبيعة والتراث.
ويُلاحظ أنّ السياح الألمان يميلون إلى فترات إقامة أطول ونمط إنفاق أعلى، مما ينعكس بشكل إيجابي على قطاع الضيافة والفندقة. ويُسرع هذا التوجه من إرادة السوق الألماني بالمساهمة بفعالية أكبر في الإنفاق السياحي، ما يشجع الفاعلين الاقتصاديين على تعزيز البنية التحتية والخدمات الموجهة لهذا النوع من الزبائن.
وعلى المستوى العام، يستفيد المغرب من هذا التنوع في الجنسيات لاستقطاب عدد أكبر من السياح على مدار السنة، مما ينعش الأنشطة الثقافية والرياضية والحرف الفنية، بالإضافة إلى دعم الاقتصاد المحلي في المدن السياحية والقرى المجاورة.
في المجمل، إن استمرار تصدّر السوق الفرنسي وتنامي السياح الألمان يعززان مكانة المغرب كوجهة مفضّلة ومتنوعة في شمال إفريقيا، ويمنحان القطاع السياحي دفعة قوية نحو تحقيق أهداف النمو والاستدامة في السنوات القادمة.