
تحوّلت مدينة الصويرة خلال صيف 2025 إلى مركز نابض بالإبداع الثقافي، مع احتضانها للدورة السادسة والعشرين من مهرجان "كناوة وموسيقى العالم". هذا الحدث الفني البارز استطاع أن يجمع أكثر من 350 فنانًا من مختلف أنحاء العالم، بينهم 40 "معلم كناوي"، لتقديم عروض موسيقية مزجت بين الأصالة والتجديد.
طوال ثلاثة أيام، عاش زوار المدينة أجواء فنية استثنائية من خلال 54 حفلاً موسيقيًا متنوعًا، نُظم بعضها في الهواء الطلق وبعضها في فضاءات تاريخية زاخرة بالرمزية. وقد تميزت هذه الدورة بتلاقي أنماط موسيقية متعددة مثل الجاز والفانك والبلوز والموسيقى الإفريقية، مع الإيقاعات الروحية الكناوية، مما خلق لحظات فنية مبهرة ومؤثرة.
المهرجان لم يقتصر على العروض الموسيقية فقط، بل شمل أيضًا فضاءً للحوار والتبادل الفكري من خلال تنظيم منتدى لحقوق الإنسان، ناقش قضايا متنوعة تتعلق بالتعايش الثقافي، الحريات، ودور الفن في التغيير المجتمعي. هذه المبادرة عززت من البعد الإنساني للمهرجان، وجعلته منصة للوعي والنقاش إلى جانب المتعة الفنية.
كما ساهم الحدث في تنشيط الحياة الاقتصادية والسياحية لمدينة الصويرة، إذ استقبلت المدينة آلاف الزوار من داخل وخارج المغرب، ما أدى إلى انتعاش ملحوظ في مختلف الأنشطة المرتبطة بالفندقة، والمطاعم، والخدمات الثقافية.
مهرجان كناوة أصبح أكثر من مجرد تظاهرة موسيقية؛ إنه جسر ثقافي عالمي يربط الماضي بالحاضر، ويؤكد قدرة الفن على تجاوز الحدود وبناء جسور التفاهم بين الشعوب. الصويرة، مرة أخرى، تثبت أنها ليست فقط مدينة الرياح، بل أيضًا مدينة الانفتاح والتسامح والإبداع.