
في كل موسم دراسي، تبرز قصص نجاح تلهم الجميع، وتثبت أن الإرادة يمكنها أن تهزم كل الصعوبات. هذه السنة، سطع نجم ثلاثة تلاميذ مغاربة في امتحانات الباكالوريا، ليس فقط بتفوقهم، بل بصبرهم وإصرارهم في وجه ظروف قاسية. أسامة، عزيز، وحسناء، أسماء حفظها المغاربة، بعدما تحولت قصصهم إلى مصدر فخر وأمل.
أسامة هو شاب كفيف من مدينة آسفي. رغم فقدانه للبصر، لم يتردد لحظة في متابعة دراسته، معتمدًا على الكتب الصوتية ومساعدة أسرته. كان يحضر للدروس يوميًا، ويعيد تلخيصها بصوته ليسمعها لاحقًا. اجتاز امتحانات الباكالوريا في شعبة الآداب، وحصل على معدل ممتاز. يقول أسامة: "لم تكن إعاقتي حاجزًا، بل دافعًا لأثبت أنني قادر."
عزيز شاب من ضواحي ورزازات، كان يشتغل في البناء لمساعدة أسرته. رغم العمل الشاق، لم يتخلّ عن حلمه في الحصول على الباكالوريا. كان يراجع دروسه ليلاً بعد يوم طويل من العمل. بفضل عزيمته، نجح بتفوق في شعبة العلوم الفيزيائية. ويطمح اليوم لمتابعة دراسته في مجال الهندسة. يقول عزيز: "الفقر لا يمنع النجاح، بل يدفعك إليه إن كنت مؤمنًا بنفسك."
ن ألزَمها الفراش في فترات كثيرة من السنة الدراسية. لكنها رفضت أن تستسلم. كانت تدرس من سريرها، وتتابع مع أساتذتها عن بُعد. ورغم الألم، اجتازت الامتحانات بنجاح، محققة معدلًا عالياً في شعبة العلوم الإنسانية. تقول حسناء: "المرض يضعف الجسد لا الإرادة."
تجارب أسامة وعزيز وحسناء ليست عادية. إنها قصص تلهم كل من يظن أن الظروف قد تمنعه من النجاح. هؤلاء الثلاثة برهنوا أن التفوق ليس حكرًا على أحد، بل هو ثمرة للصبر والعمل والإيمان بالنفس.
وقد شكلت قصصهم حديث الإعلام ومواقع التواصل، لأنهم لم يحققوا النجاح فقط، بل صنعوا منه قصة أمل، في زمن يحتاج فيه الشباب المغربي إلى نماذج حقيقية قريبة منهم.