الإشهار المغربي.. بين التحديات الرقمية والحفاظ على السيادة الإعلامية

الإشهار المغربي.. بين التحديات الرقمية والحفاظ على السيادة الإعلامية
فيديوهات

أكدت إلهام الهراوي، مديرة الوكالة الإشهارية والحلول الرقمية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أن قطاع الإشهار يمثل رافعة اقتصادية وإبداعية أساسية، مشيرة إلى أن المؤسسة الوطنية للإذاعة والتلفزة واكبت هذا القطاع الحيوي منذ سنوات باعتباره جسرا للانفتاح على الفضاءين القاري والدولي، ووسيلة لتعزيز الحضور المغربي في سوق الإعلام والاتصال.

وخلال كلمتها في المناظرة الوطنية الأولى للإشهار التي انعقدت بمدينة الدار البيضاء يوم الأربعاء 8 أكتوبر 2025، أوضحت الهراوي أن سوق الإشهار الوطني يواجه تحديات متعددة ترتبط بتغير أنماط استهلاك المحتوى الإعلامي. وأضافت أن المنصات الرقمية الكبرى أصبحت تهيمن على جزء مهم من المداخيل الإشهارية، مما يستدعي مراجعة شاملة للنموذج الاقتصادي للقطاع، خاصة في جانبه العمومي.

وأشارت الهراوي إلى أن الثورة التكنولوجية فرضت على الفاعلين في الإعلام والإشهار تجديد أساليب التفكير والتدبير، مؤكدة أن المؤسسة العمومية مطالبة بتبني قيم الحكامة الجيدة والشفافية والمساءلة لضمان استدامة النموذج العمومي في ظل بيئة تنافسية متغيرة وسريعة التطور.

كما أبرزت أن المنصات الرقمية العالمية تستحوذ على حوالي 80 في المائة من التمويلات الإشهارية الوطنية، معتبرة ذلك مشكلة حقيقية تمس السيادة الرقمية والإعلامية للمغرب. ودعت إلى تدخل مؤسساتي وتشريعي عاجل لتنظيم السوق وضمان عدالة رقمية تحمي الفاعلين المحليين وتوجه جزءا من التمويلات نحو الإنتاج الوطني والمواهب المغربية.

وأضافت أن ترسيخ السيادة الرقمية لم يعد خيارا بل ضرورة استراتيجية لحماية المصالح الوطنية، مشيرة إلى أهمية تطوير خدمات رقمية مبتكرة تعتمد على الكفاءات الشبابية المغربية القادرة على مواكبة التحولات العالمية في مجال الاتصال والإشهار.

وفي هذا السياق، دعت الهراوي إلى إشراك المنصات الإعلامية الوطنية في مسار التحديث والتجديد، معتبرة أنها أرضية مناسبة لتجريب الحلول الرقمية الجديدة، وهو ما يعزز التكامل بين الإعلام العمومي والقطاع الخاص ويوسع قاعدة الاستفادة من التطور التكنولوجي.

وأكدت أيضا أن تطوير القطاع الإشهاري يتطلب وضع نظام جبائي منصف وواضح يشمل جميع الفاعلين المحليين والدوليين، بما يضمن عدالة تنافسية وشفافية مالية داخل السوق الوطنية.

واختتمت الهراوي كلمتها بالتأكيد على أن النهوض بالقطاع الإشهاري المغربي يحتاج إلى رؤية استراتيجية متجددة تضع الإنسان والإبداع والشباب في صلب النموذج الجديد، معتبرة أن الاستثمار في الطاقات الوطنية وخلق فرص عمل مستدامة هو الطريق لبناء قطاع إشهاري قوي وسيادي يواكب تحولات العصر الرقمي والإعلامي.